أركان الليل
لو أنك أغمضت العينين
و نزعت من الجلد الإحساس
و طمست على الأذن فصُـمّـت
هل كنت ستدرك أنك موجود ؟
لولا عقل يتشكك و يفكر
فى ركن من أركان الليل
و على سدل من أسداله
ألقيت عصا الترحالِِ
: ُو جلست
أكتم أنفاسى
و ألملم أشتات الإحساسِ
ْ اتنصتُ
العاشق يتبين فى الليل عميقَ سكونه
يلتذ بأن يبقى معتقلا فى كهف شجونه
و أنا أنصت للصوت الهامس فى كل مكان
من قال بأن الليل سكون أو صمت ؟
ْ أتسمع وشوشة الكون
و أدير العينينْ
لا أبصر غيرى موجودا فوق أديم الأرض
و بدافع حب استطلاع يتكثف عندى الميل
أتسكع منتشيا بين حوارى الليل
أتسلق قمم الظلمات
يخترق الأذن رنين الضحكات
ويثيرالأشجان أليمُ الآنــّات
خلان اجتمعا فى ثوبين و روح واحد
ببلاغة صمت يهمس فى أذنيها
بحديث حالم ، لا يقفهه إلا العاشق
فالعشق له لغة يجهلها العقلُ
ُتسمو فوق الألسنة ، فلا نطق
كاسات هوى تسكب فتضج لها الظلمة
و موائدُ غطاها المنكر و شراذم طغمة
و الليل تلوث بمداد أحمر لذئاب نهمة
أجساد تحيا و قلوب ماتت و ذنوب جمة
فى إحدى حارات الليل
فى ركن مملوء بالصمت
ترنيمة إنسان يتهجد
يتلو القرآن ، يجوّده فى أحلى صوت
تتردد فى الكون تسابيح ٌعلوية
فتضئ القلب مصابيحٌ درية
و يذوب المؤمن فى صلة بالمولى
فيزيد الأنس به و الوحشة تتولى
الليل الآن يلملم ظلماته
تخفت همساته ، تصمت أناته ، يطوى صفحاتِه
قد آن الآن الفجرُ .. فتولى وانخسف القمرُ
و انطلق الليل ليسكنه أقوام أُخـََـرُ
نوفمبر 2008
No comments:
Post a Comment