ويلاه .. قد قتلت
ليت هذه الليلة ما كانت
ليتنى كنت قد فارقت قبل أن اعيش هذه اللحظة
لقد غامت فى عينى الحياة , حتى لا أكاد أرى كفى
و ُصمّت أذناى فلم أعد أسمع غناء الكروان
الكروان الذى كان يمر علىّ كل ليلة ليطربنى شدوه
كان ترجيعه أشبه بنداء أوجهه إلى الحبيب
لكنه الليلة لم يأت
و هى أيضا لم تأت
تآمرا علىّ كلاهما
هو بحرمانى من الشدو
و هى بحرمانى من الحلم
حتى الحلم .. حتى الحلم
استكثرته
رغم أنه الأمل الوحيد المتاح
. الذى تقوم به حياتى منذ المساء إلى الصباح
إذن .. هل تسمحين لى ـ أن أفارقك
هل تسمحين لى أيتها الحياة ؟
إن غاب الكروان : فلا بأس
.لكن إن غضب الحبيب , فلا موجب للحياة
كيف سيكون القادم من الليالى ؟
شتاء قارسا بعد أن كانت ربيعا دائما ؟
خريفا تتساقط فيه أوراق الزهور ؟
صيفا حرقته الشمس فانتزعت منه الحيوية ؟
لم ـ أيها الحبيب ـ قتلت الربيع ؟
لم ـ أيها الحبيب ـ تركت الحلم يضيع ؟
: ألا تدرى أنك – بحسن نيتك و صفاء روحك
قد ارتكبت جريمة قتل ؟
نعم .. نعم .. قتل
قتلت من ؟
. ( لا لن أقول أنا فقولى )
دعينى ـ إذن ـ أتجمد فى جليد القطب الذى ألقيت بى إليه
و إذا بحثت عنى فقيل لك : قد قتل .. فلا تندمى
فقتلك إياى إحدى حسناتك
. إذ يبدو أنى أستحق القتل
م.د.سلام
No comments:
Post a Comment